من مدونة رفيقة الى الرفاق الذين اعتدوا علينا لاننا زاودنا عليهم وطلبنا ان تتوجه المسيرة نحو السفارة الاسرائيلية بدلا من تدويخ الناس واللفلفة الفاضية بشميساني
جهبوب
إنها حكاية الجحش الشارد جهبوب، الفدائي الحقيقي، جهبوب الجهابيب، الذي يحترق، حسب أقواله بصمت مدوّ مزعج
جهبوب البطل المعجوق، العاشق الفدائي، مرعب الصهاينة ومطلق النار على حماس والأمن الوقائي، فدائي حقيقي ومش فالصو من قلب الجحيم النابض، قلب الجحيم الذي يحترق فيه جهبوب حسب أقواله، لا ليحملنا جميلة، وليس فقط كي يقيم دكتاتورية البروليتاريا على شرق المتوسط، بل بالتحديد كي يقوم أشكالي من المزاودين ذي العته اليساري الطفولي، الأرانب الرعاديد، كي يقوموا ويبطلوا استمناء ويخطوا أساطير البطولة والفداء التي "تهرّ" من بين افعاله... أفعاله التي تؤهله لأن يقول "كل خراء"! بصيغة أمر حازمة لكل من الإمام ولشويخصي المتواضع، وبنفس النفس لكل من الظواهري وعبد الباري عطوان (كذا).
جهبوب قارئ نهم، مع أنه لا يقرأ كثيرا، لكنه إن فعلها فإنه يفعلها بنهم (مثل علاقتنا مع الجنس في هذه البلاد)، فيحفظ الكراس والملخّص والكتيّب المقرر، ويمارس دوره بشراسة في توعية الجماهير بإعادة تلاوتها على سماهم، وكما علمه الكراس فإن كل من يخالفه فهو رجعي، برجوازي، أو بدون وعي طبقي، وتزداد هذه الشراسة عندما يستند من يخالفه على نص الكراس ذاته، وتتحول الشراسة إلى عدوانية عندما يكون الخصم على اليسار يعرف الكراس جيدا ويستخدم محتواه بناء على قراءات أخرى فاتت جهبوب لانشغاله في العمل النضالي بين الجماهير، فهو فدائي حقيقي...إلخ
عندما كثرت الشكاوي ابتكرت القبيلة لجهبوب مصطلحات تساعده على التغلب على هذه المواقف دون استخدام قبضتيه، فصار يسميها طفولية، هرطقة، مزاودة، عته فكري... إلخ ويلقي بالكلمات مع ظاهر كفّه الذي ينفضه في الهواء في وجه محدثه، وتساعده هذه الحركة على تهدئة أعصابة، فتختبئ العدوانية ويبدو بمظهر المثقف الثوري، كما يطلب منه الكرّاس، وبهذه اآلية تفوق جهبوب على أقرانه وصار يطلق على نفسه، وباستحقاق، إسم جهبوب الجهابيب...جهبوب يحترقجهبوب خلق ليحترق، فهو يحترق بصمتيحترق بصمت، فالوطنية "تعمل ولا تتكلم" كما أكد أحد الباشوات المصريين كثيري الكلام لناشطي حزب الوفد،ولأن الوطنية تعمل ولا تتكلم، وتحترق بصمت، ولأن جهبوب يكره من "يزاود من بعيد"، فإنه "يزاود" عن قرب على الباشا، فيقرقع الدنيا وهو يحث المتكلمين على الصمت، حتى يواصل العمل بهدوء، والاحتراق بصمت، تحترق معه آلاف السجائر وتحمر عيناه وهو يرى دخانها يداعب صورة جيفارا على الحائط.جهبوب يحترق بصمت، في منتديات الإنترنت اليسارية، فتراه يوما تحت إسم جيفارا، الشيوعي الوحيد، المناضل الصامت، نسر غزة، البرتقال الحزين، البندورة المكتئبة، الخيار الواخد على خاطره، الزيتون المكبوس، ملاح الملاليح... إلخ
جهبوب الفدائي، وبانتظار العثور على الذات الثورية، وفي خضم الصيرورة التاريخية، أطلق النار، مرّات، وبالعدل والقسطاس على الإسرائيليين، وعلى كل من حماس والوقائي، شقي البرجوازية، الرجعيين والخونة،
جهبوب كان يوزع طلقاته بالتساوي، جاهدا ألا يتناقض عدد طرف بشدة فيقوى طرف على آخرجهبوب قناص بارع، وسيظل لديه من الطلقات ما يكفي لدحر الاحتلال، وإقامة دكتاتورية البروليتاريا
جهبوب فوجئ ذات يوم حزيراني بصيرورة أخرى، وبانه تم تجاوزه "يسارا"، وعندما صاح الديك، حزن حزنا شديدا، واستدار فتحوّل اليسار إلى يمين، وواصل إطلاق النار على الجانبين، وتابع الاحتراق.... بصمت
جهبوب حساس، ونزق ومأزوم
جهبوب يعتبر كل كلمة في السياسة هجوما شخصيا عليه، فيتعذب كمواطن غزاوي، ويتهم المتكلم بالشخصنة، ويشن هجومه على شخص المتكلم، وشخص المتكلم هو واحد، عدو، وصفه الكراس بدقة، وبما أنه هو، جهبوب، ظاهرة ثورية وجزء من الصيرورة التاريخية، فهو فوق الشخصنة... ومتواضع ويؤكد أنه لم يقدم كفاية قبل أن يتحفنا يالذات الثورية الحقيقية والفدائي العاشق الذي يقبض لوحده على الجمرة "نحملها و سياتي يوم هو قريب تصبح فيه بركانا نقذفه في وجه الجميع" .... إنه حالة، في حين تتحول كل الكلمات والمواقف إلى أشخاص، فرديين ونرجسيين بالضرورة، أقزام أمام قامته الثورية... العالية
جهبوب حالة، نموذج تاريخي، أحفورية من القرن المنصرم، نتابع احتراقها بصمت، وحاجبنا مرفوع من الدهشة
وإلى "أم جهبوب"، جهبوبتنا الحبيبة نقول: عرفتي تربّي، والعتب على قد المحبّة
من مدونة Liberté Toujours!----أحمر